الجمعة، 10 يوليو 2020

وما شأن بهائمها بالزواج؟

وما شأن بهائمها بالزواج؟
                                 إبراهيم داؤود - الجمعة ١٠يوليو ٢٠٢٠م

الإنسان منذ تكوينه وولادته يحتاج  إلى الماء والهواء والطعام كضرورات ملحة من أجل البقاء على قيد الحياة ولاحقا يحتاج إلى التزاوج كمطلب فطري أولا ، وثانيا من أجل التكاثر و بقاء النوع الإنساني .
فحاجة الإنسان للتزواج ليست كحاجة الحيوان له، فحاجة الحيوان لهذا المطلب سهل دون مقيدات تماما كحاجته لبقية مقومات الحياة من (ماء وهواء وغذاء) ، فالإنسان عاقل ويعيش في حياة منظمة محكومة بقوانين وتشريعات ويجب أن تكون طريقة تزاوجه منظمة.
مجتمعنا مجتمع مسلم يجب أن يعمل بتشريعات وقوانين إسلامية في كافة مجالات الحياة لكن للأسف بعض هذه القوانين والتشريعات لم تؤخذ بجدية في الواقع فيل محلها العادات والتقاليد والأعراف والنظام الطبقي والقبلي أو نحو ذلك
فمن قديم الزمان إلى يومنا هذا وفي بعض من مجتمعنا نجد أن أولية زواج الرجل تكون من ابنة العم أو الخال أو الخالة أو نحو ذلك دون النظر لرغبة الطرفين أو الأخذ برأي أحد منهما.. وإن لم يكن كذلك فقد يصر الرجل من الزواج بابنة عمه أو نحوها فقط لأنها ابنة عمه أو حتى لا يقترن بها رجل آخر لا قرابة بينهما ، وهنا تحديدا لا ينظر في أخلاق الطرفين .. لم أعد اتخيل حياة الأزواج الذين تم تزويجهم بهذه الطريقة ، هم آباؤنا وأمهاتنا وأجدادنا وبعض منا ، هل حياتهم كانت مستقرة راضون بها ، قل أنها مستقرة هل بسبب أنهم استسلموا لهذا الواقع الموروث.. اعتقد أنهم استسلموا لواقعهم.
سألت أحد أقاربي الكبار عن كيفية اختيار الزوجة المناسبة بصرف النظر عن كونها من الأقارب أو لا... كانت إجابته بأن ينظر إلى بهائمها... ربما تتسائل وما شأن بهائمها بالزواج.... لكن الانسان ابن بيئته، فهو يقصد إذا كانت البنت المطلوبة للزواج تهتم وتتفقد بهائم أسرتها من ماعز وحمير وأبقار فهي كفيلة بأن تكون زوجة مثالية ومهتمة بزوجها.. وبالمثل هناك وسائل تجرى لتحديد اختيار الزوج وإن كانت مختلفة في أدواتها.. فمثلما تريد زوجة مثالية أيضا من حقها وحق أسرتها  أن يختاروا لها زوجا مثاليا..
فالجميل في هذه الأمر كله بل ما دفعني للاستشهاد برعاية الحيوان والزواج هو  أن الذي يهتم بالحيوان يكتسب كثيرا من مكارم الأخلاق كالصبر والرحمة ويقال أن تلك حكمة من مزاولة جميع الأنبياء مهنة الرعي.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: " ما بعث الله نبيّا إلاّ رعى الغنم فقال أصحابه : وأنت؟ فقال : نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة".  رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وبالتالي لكل بيئة محك فهناك سكان المدن ليس لهم علاقة بتربية الحيوان فلهم محكات تناسبهم في اختيار الزوج أو الزوجة . ويبقى الفيصل هو الأخلاق أو الدين
: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري ومسلم
قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي
حتى في إباحة زواج الكتابية للضرورة قيدت بدينها مع استقامتها .. وبالتالي التمسك بالأخلاق الفضلى والاستقامة للأبوين وهما النواة الأولى للمجتمع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعلم من الجربوع

تعلم من الجربوع إبراهيم داؤود ٥أغسطي٢٠٢م سيظل الإنسان يتعلم من الإنسان والحيوان والطير والحشرات ومن كافة مخلوقات الله فمن النمل التعاون والج...