تعلم من الجربوع
إبراهيم داؤود ٥أغسطي٢٠٢م
سيظل الإنسان يتعلم من الإنسان والحيوان والطير والحشرات ومن كافة مخلوقات الله فمن النمل التعاون والجدية ومن الكلب الوفاء ومن الجمل الصبر ومن القطة النظافة ؛ قال الله تعالى:
(فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُرِيَهُۥ كَيْفَ يُوَٰرِى سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَٰوَيْلَتَىٰٓ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَٰرِىَ سَوْءَةَ أَخِى ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ)
وذلك : (لما قتل قابيلُ أخاه لم يعرف ما يصنع بجسده، فأرسل الله غرابًا يحفر حفرةً في الأرض ليدفن فيها غرابًا مَيِّتًا؛ ليدل قابيل كيف يدفن جُثمان أخيه؟ فتعجَّب قابيل، وقال: أعجزتُ أن أصنع مثل صنيع هذا الغراب فأستُرَ عورة أخي؟ فدَفَنَ قابيل أخاه، فعاقبه الله بالندامة بعد أن رجع بالخسران. التفسير الميسر)
(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
من الدروس المهمة والتي نجهلها أو نتجاهلها يذكرنا بها حيوان صغير من القوارض يسمى الجربوع.. حيوان بري صغير من عائلة الفئران يصطاد ويأكل بضم الياء.
هذا الحيوان يعلمنا ويذكرنا بأهمية مخرج الطواري في السكن والمأوى بصورة خاصة ، في هذه اللحظة أدعوك بأن تجدد النظر إلى نوافذ غرفة نومك أو مكتبك ثم أسأل نفسك هل بإمكاني أن اتخذها مخرجا للطوارئ؟ معظمنا قد يجيب بلا ، اجابتي منافذة غرفتي لايمكن أن تكون مخرجا للطوارئ بشكلها الحالي لأن الحداد الذي قام بتصميمها بنى على فكرة المتانة التي تعيق اللصوص من اختراقها وربما بتوصية مني أن تكون النافذة متينة ومن أجود أنواع الحديد ... صحيح أنني قمت بتأمين محتويات غرفتي بصورة ما لكن تجهالت أن أجعل من النافذة سلاح ذو حدين متينة وتمكني من فتحها من الداخل بسهولة للهرب إذا ما طرأت طارئة أو عائق في المخارج والأبواب الرئيسة.
نمت معرفتي بالجربوع من خلال الصيد فقد قمت بصيد الجربوع عندما كنت صبيا مرات عديدة ولكل من قام بذلك يستطيع أن يهضم هذا الدرس بسهولة ويسر ، ومن لم يفعل ذلك بإمكانه أن يستفيد من هذا الحكي، فما هو ملاحظ أن الجربوع يتخذ من الجحر مأوىََ له يقوم بحفره بعمق مناسب حسب طبيعة التربة ، ومن الطبيعي أنك تجد تراب جحر الفأر مثلا بالقرب من جحره لكن قد يكون ذلك محالا مع جحر الجربوع فقد لا تجد التراب المحفور من الجحر لا بالقرب ولا على البعد منه على الرغم من وجود التجويف داخل جحر الجربوع.. فعندما يبدأ بحفر جحره مقدار جسمه يغلق بابه ويستمر في الحفر نحو الانحدار بطول وعمق يقدر بنصف متر أو أكثر ثم يصعد بالحفر نحو سطح الأرض لإعداد مخرج الطوارئ واضعا في الاعتبار امكانية اختراق العدو جحره من مدخله فبالتالي يقوم بإعداد مخرج كنا نسميها بالنطيقة أو النطاقة فيترك طبقة رقيقة بسمك واحد سم أو نحوه من سطح الأرض حتى إذا ما احس بالخطر من داخل الجحر اسرع نحو النطيقة وطرق برأسه هذه (النطيقة) الطبقة الرقيقة التي تفصل بين الجحر وسطح الأرض فيهرب من خلالها وما هو أعجب في النطيقة أنها لا يمكن للعدو تحديدها حتى الإنسان لايستطيع تحديدها الا عن طريق نكز سطح الأرض بالعصى مرات ومرات في أماكن متفرقة في المكان المحتمل تقدر بمساحة متر مربع غالبا ما تكون النفطية في الاتجاه المقابل لمدخل الجحر.
وهذا هو الدرس المستفاد من الجربوع في مجال مخرج الطوارئ . سبحان الله
هذا الحيوان يدعو للتأمل فهو أسرع من الانسان علمت مؤخرا أنه لا يشرب الماء وأن الدراسات أثبتت أنه يقوم بصنع الماء في داخله من الأكسجين والهيدروجين من ضمن مجموعة حيوانات أخرى بعضها قد تموت إذا ما شربت الماء... سبحان الله الذي جعل من الماء كل شئ حي.
(أعقلها وتوكل)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق