الجمعة، 3 أبريل 2020

حظر الحوامة


حظر الحوامة
إبراهيم داؤود 3/4/202‪0

جائحة أو مصيبة أو كارثة أو (بلوة) كورونا (كلما ذكر صحيح) يجدر الوقوف عليها وبذل كل ماهو داعم لتلافيها.. كل على قدر استطاعته أو ما يراه داعما لهذه الكارثة.
قال تعالى:
{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)} [النبأ]
قال السعدي في تفسيره: { {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} } أي: راحة لكم، وقطعا لأشغالكم، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم، فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة، وتحصل راحتهم النافعة.
أولا حظر التجوال:
       هل نحن معنيون بحظر التجوال الليلي أم على شاكلة الدول التي اتخذت حظر التجوال الليلي للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد نحونا؟ .
لم نكن مثل تلك الدول فليست لدينا الأندية الليلية والمقاهي وملاهي الرقص والغناء ولا الحركة التي تعانق الشوارع والمحال طوال الليل في مدن تلك الدول .
        مثلما تجاوزت تلك الشعوب شرب الماء من (الزير) بكوب واحد نحنا أيضا تجاوزنا (حوامة الليل والسهر في الفارغة منذ زمن بعيد )... معاشنا بالنهار أما الليل فمنذ نعومة أظافرنا تربينا على (يا ولد اتعشيت؟ آااي اتعشيت . يلا امشي بول وألزم عنقريبك ) أعنى هنا أن معظمنا ليس لديه ثقافة (الحوامة) الليلية باستثناء (الحرامية) ومن اقتضت مهنتم الليل.. فلماذا التشدد على حظر التجوال الليلي؟ .
فقط يمكن إصدار قرارات بمنع فتح صالات الأفراح وأندية المشاهدة وكل مكان يشكل بؤرة للتجمع والاختلاط بدءا بصفوف الخبز.
فالتشديد على نقطة بداية حظر التجوال هي العقبة كيوم الوقفة بالضبط... ففي رمضان مثلا معظم الحوادث المرورية تحدث في الساعة الأخيرة قبيل الإفطار، وأيضا الزحام والتدافع والمخالطة تحدث في الساعة الأخيرة قبيل بدء الحظر الليلي. بكل وضوح يجب استصحاب ثقافة مجتمعنا عند صنع القرارات. فإذا أمرت بإغلاق المحال التجارية من الرابعة مثلا تلقائيا تبدأ الحركة والازدحام في التلاشي والتقلص وتذهب جميع الناس إلى منازلهم.
أما الحظر أثناء ساعات النهار فتلك خطوة تصعب مباركتها ليست مستحيلة ولكن هناك أسباب موضوعية مانعة لا بد من معالجتها قبل البدء فيه ، فمعظمنا يعتمد في معاشه على الأعمال اليومية بأجور زهيدة لا تلبي المتطلبات اليومية لأسرته من مأكل ومشرب وسكن وعلاج فكيف يتمكن من الإحتماء بمنزله لمدة زمنية قد تتجاوز الأسبوع أو الأسابيع ، ومن المستحيل أن تلبي دولتنا التي تبنت (جنازة الأبيض) القيام بحاجياتنا حالما تم حظر التجوال أثناء ساعات النهار زد على ذلك كل دولة من الدول التي يمكن أن تكون داعمة مشغولة مع نفسها ومواطنيها.
ثانيا الإعلام :
الإعلام من أهم الوسائل في التخفيف أو التحجيم لأي كارثة حلت أو تحل بالعالم والمجتمع.
     ليست لدينا منصة إعلامية واضحة يمكن  أن يخاطب عبرها كافة مواطنينا لذلك تصعب التوعية بالخطر الماثل وصعوبة الحصول على المعلومة الصحيحة حول الكارثة .. فوسائط التواصل الاجتماعي التي أصبحت مصدرا لكثير من الطبقة الواعية والمستنيرة  أصبحت ملوثة بالاشاعات والأخبار والمعلومات المخلوطة لذلك يصعب تطبيق القرارات فيما بعد على على العامة لقلة أو عدم الوعي بما هو محظور أو مطلوب أو كل ما يشكل خطرا للمواطن البسيط خاصة. فهناك شريحة كبيرة ليست لها علاقة لا بالتلفاز ولا الراديو أو الصحف. لا بد من تفعيل دور المشايخ والعمد وأئمة المساجد في الفرقان والقرى للإعلام والتوعية.
فعجز وضعف الإعلام كفيلة بأن تؤدي إلى ترويج شائعة فصرخة طفل عمره دقائق طالب الجميع شرب الشاي بدون سكر ( شاي مسيخ ) (ده شافع كان في المهد صبيا) تفاديا لفايزوس الكورونا.. أكاد أجزم بأن المستفيد الأول من تلك الشائعة وفي تلك الليلة شركات الاتصالات ومصانع تعبئة الشاي لا أكثر وتضاعف عدد المصلين في المساجد في صلاة فجر ذاك اليوم وهو الزحام الذي من أجله أغلقت بعض من الدول مساجدها ومعابدها.
                  دمتم في حفظ الله

هناك تعليقان (2):

تعلم من الجربوع

تعلم من الجربوع إبراهيم داؤود ٥أغسطي٢٠٢م سيظل الإنسان يتعلم من الإنسان والحيوان والطير والحشرات ومن كافة مخلوقات الله فمن النمل التعاون والج...